الاثنين، 2 أبريل 2012

فضل عاشوراء وشهر الله المحرّم


        


فضل عاشوراء
وشهر الله المحرّم

مطوية دعوية

إن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك ، وهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها : (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )) [ التوبة : 36 ]

وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :. (( السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم : ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرّم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )) [ رواه البخاري : 2958 ]

والمحرّم سميّ بذلك لكونه شهرا محرّما وتأكيدا لتحريمه .

وقوله تعالى : (( فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )) أي : هذه الأشهر المحرّمة لأنها أكد وأبلغ في الإثم من غيرها .

فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرّم )) . [ رواه مسلم : 1982 ]

قوله : " شهر الله " إضافة الشهر إلى الله إضافة تعظيم ، فيحمل الترغيب في الإكثار من الصيام لا صومه كله .

فضل صيام عاشوراء

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعني شهر رمضان " [ رواه البخاري : 1867 ]

ومعنى " يتحرى " أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .

و قال صلى الله عليه وسلم : (( صيام يوم عاشوراء ، اني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها )) [ رواه مسلم :1976 ] .

وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم وأحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .

يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً : لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ونوى صيام التاسع حيث قال عليه الصلاة والسلام : (( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع )) [ رواه مسلم 1916 ] .

وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب : أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه ، وكلما كثر الصيام في محرّم كان أفضل وأطيب .

قال الإمام النووي رحمه الله :

صيام عاشوراء يكفر كل الذنوب الصغائر ، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر .

ثم قال رحمه الله :

صوم يوم عرفة كفارة سنتين ، ويوم عاشوراء كفارة سنة ، واذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه .... كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير ، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره ، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ، ورفعت له به درجات وإن

صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر .

[ المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة ] .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق